"الحوثي" بثياب داعش.. الميليشيا تفرض قيوداً على المواطنين في محافظة إب

"الحوثي" بثياب داعش.. الميليشيا تفرض قيوداً على المواطنين في محافظة إب

شكا مواطنون يمنيون في محافظة إب، الواقعة وسط البلاد، من ممارسات وانتهاكات لميليشيا الحوثي الإرهابية، تهدف للابتزاز المالي، فضلاً عن كونها انتهاكاً صارخا للحريات الشخصية والأعراف والقيم الاجتماعية، مؤكدين أنها تمثل صورة لإرهاب داعش.

وبحسب العديد من المواطنين، فإن الميليشيا الحوثية، تفرض قيوداً على تحركات الأسر والعائلات في مدينة إب عاصمة المحافظة، وذلك أثناء خروجهم للمتنزهات والأماكن العامة أو حتى في الشوارع العامة، بحسب موقع “المصدر أونلاين” اليمني.

وأفاد عدد من الأهالي بأن عناصر حوثية مسلحة، تنتشر في أكثر من مكان بمدينة إب، بهدف ترصد مواطنين مع عائلاتهم لتبدأ معهم عمليات الابتزاز وانتهاك وممارسة الترويع وإشهار الأسلحة، أمام العائلات.

ممارسات داعشية

ووصف الأهالي، ممارسة وسلوكيات ميليشيا الحوثي، بأنها ذات الممارسات التي يقوم بها تنظيم "داعش" وبقية التنظيمات الإرهابية في العالم، إذ تقوم بإرهاب المواطنين وانتهاك حرياتهم الشخصية ضمن ممارسات لم يعهدها أحد من قبل.

وأكد شهود عيان ومواطنون، تعرض العديد من المواطنين لانتهاك خصوصياتهم أمام أسرهم في الأماكن العامة والشوارع والمتنزهات.

ولفتت المصادر، إلى قيام العناصر الحوثية، بإشهار السلاح على مواطنين يكونون برفقة عوائلهم، ومن ثم تقوم بمصادرة الهواتف لقطع أي تواصل مع أسرهم، ومن ثم تتهم المواطن بأن المرأة التي برفقته ليست زوجته، وتقوم بالمطالبة بما يثبت أن المرأة زوجة من يرافقها، في الوقت الذي اعتاد الأهالي عدم أخذ أي وثائق شخصية أو عقود زواج.

وأشارت المصادر، إلى قيام عناصر الميليشيا بعد ذلك بعملية ابتزاز مالي على الضحايا، والذين يحاولون الخروج من الوقوع في شباك الميليشيا بإعطائهم مبالغ مالية حتى يتم الإفراج عنهم، وهو الأمر الذي ساهم في تفاقم هذه الظاهرة التي زادت خلال الأسابيع والأشهر الماضية.

وفي قائمة أحدث الضحايا، تعرض الدكتور هاني محمد حسن الصانع مع زوجته، لانتهاك حريته الشخصية وإهانته، من قبل عناصر حوثية تعمل في إدارة البحث الجنائي بمحافظة إب.

وتقدم الدكتور الصانع بشكوى للنيابة العامة بالمحافظة، بما تعرض له أثناء ما كان على متن سيارته برفقة زوجته بشارع الثلاثين غرب مدينة إب، من قبل عناصر حوثية قامت بمصادرة هاتفه وتوجيه التهمة له أن من كانت برفقته ليست زوجته، وعليه الإثبات.

وأفاد الصانع في شكواه، بأنه تم اقتياده مع زوجته بقوة السلاح، إلى حوش البحث الجنائي وظل لأكثر من ساعة في البحث الجنائي محتجزا مع زوجته، ورفضوا الإفراج عنهما حتى حضر شقيق زوجته، وجاء بما يثبت أن المرأة زوجة الدكتور الصانع.

وطالب الصانع في شكواه بالتحقيق في القضية ومحاسبة من قام بهذه الممارسات، التي اعتبرها انتهاكا للحرمات والأعراض المصانة ومخالفة للشرائع السماوية والقوانين والأعراف والقيم المجتمعية.

استياء واسع

وقوبل ما تعرض له الدكتور الصانع، باستياء واسع في الأوساط المجتمعية والحقوقية، خصوصاً أنه من بين قلة قدموا اعتراضهم على مثل هذه الممارسات وتقدم بشكوى رسمية، في الوقت الذي أنكر القيادي الحوثي "غانم جزيلان" المعين من قبل الميليشيا مديراً للبحث الجنائي بمحافظة إب، في محاولة للتهرب والتنصل من هذه الممارسات التي تصاعدت حدتها مؤخراً بشكل لافت.

وتحدث مواطنون ونشطاء عن وقوع حوادث عدة مشابهة لما تعرض له الدكتور الصانع، بما يؤكد أنها ليست ممارسات فردية، وإنما نهج اعتادته الميليشيا، مشيرين إلى أنها ممارسات داعشية لم يعرفها أبناء المحافظة إلا من خلال هذه الميليشيا التي تحكم قبضتها على المحافظة منذ منتصف أكتوبر 2014م.

حُراس المعبد

الصحفي في مدينة إب نشوان النظاري، كتب معلقاً عن ممارسات الميليشيا الحوثية تجاه المواطنين بالقول: "هكذا ودائما يمارس الأدعياء دور حراس المعبد، يقدمون أنفسهم كحراس الفضيلة، رسل العفة وأنقياء الزمن المزيف، وقساوسة الكنيسة في أشد مراحلها انحطاطا".

وأضاف: "هم بلا ملامح، فمثلا لا يؤدون فريضة الصلاة لكنهم عند مفترق الشتات يؤدون دور الشرطة الدينية، يمارسون الإرهاب باسم الإله، وينصبون أنفسهم حماة للعقيدة وحكاما لما تخفيه النفوس".

وأشار إلى أن البناء المترهل ينبغي أن يعاد تأسيسية على أسس وطنية مبنية وفق دستور البلد وقوانينه الناظمة لمسار الحياة العامة.

وقدم الناشط محمد النزيلي تساؤلاً لرجال القانون بالقول: هل يحق لرجال الأمن السؤال عن علاقة رجل بامرأة في سيارة؟ تاركاً الإجابة عنها للمختصين، في إشارة واضحة لعدم قانونية تلك الممارسات وأنها تستوجب المعاقبة ووضع حد لها.

وتلجأ الأسر للخروج إلى المساحات العامة والمرتفعات الجبلية المطلة على المدينة بغرض التنزه والترويح عن النفس، وهو الأمر الذي تراجع خلال الآونة الأخيرة، ولجأ العديد من المواطنين للبقاء في منازلهم حتى يتجنبوا فخاخ الميليشيا وابتزازها الذي وصف من قبل العديد من المواطنين بأنه "قذر".

استمرار الأزمة

ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية